حديث عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : لم يكن رسول الله صلي الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا وكان يقول (إن من خياركم أحسنكم أخلاقا) متفق عليه
فكما تكلمنا علي معاملة العبد لربه بالتقوى والحسنة والتوبة فلابد من أن النصف الأخر من الدين هو حسن الخلق .
روي الترمذي عن عبد الله بن المبارك في تفسير حسن الخلق قال : ( هو طلاقة الوجه , وبذل المعروف , وكف الأذى ) .
وما أجمل وأبدع مدح الله سبحانه للنبي صلي الله عليه وسلم ( وإنك لعل خلق عظيم )..فلا قدوة بدون حسن الخلق .. فكيف يكون صلي الله عليه وسلم فاحشا و متفحشا ,كيف وهو القدوة والأسوة الحسنة .. فكل داع إلي الخير وهاد إلي الخير فلابد أن يحسن خلقه.. ولما كان حسن الخلق : كلمة جامعة لكل خير.. وكذلك البر..
قال صلي الله عليه وسلم ( البر حسن الخلق ), نعم : فحسن الخلق كله خير خير في الدنيا وفي الدين وخير في الآخرة : وما أعظم من مدح النبي صلي الله عيه وسلم ذو الخلق الحسن في أحاديثه : فخير الناس وأكمل المؤمنين إيمانا .. وأكمل محبة لله .. وأقرب من سبحانه مجلسا..وأثقل في ميزان العبد المؤمن يوم القيامة.. وأكثر ما يدخل الناس الجنة يوم القيامة.. وصاحب بيت في أعلي الجنة .. والذي يدرك درجة الصائم بالهواجر ,القائم بالليل ... إنما هو صاحب الخلق الحسن .
وكلها أحاديث صحاح جامعة لخيرات وعظمة حسن الخلق.
من تحلي به سما ..ومن امتطاه علا ...ومن تشبث به نجا ... ومن وفقه الله إليه دنا من الله عز وجل ..ومن قلوب العباد فأقبل الله إليه وقربه إليه .. وأقبل الناس إليه وفتح الله قلوبهم علي يديه, فيحبه الله ويحبه أهل السماء ويحبه الملائكة والناس, فخيرت له الدنيا بحذافيرها.. والآخرة بفردوسها ونعيمها , فنال السعادة , فالهم بلغنا ..اللهم بلغنا ..