السبب الرئيس في اللجوء في التعليم الجامعي إلى اللغات الأجنبية
السبب الرئيس في اللجوء في التعليم الجامعي إلى اللغات الأجنبية بدلاً من لغتهم الأم هو عدم وجود الأستاذ الجامعي القادر على خطاب طلابه بلغته بدلاً من اللغة الأعجمية المتفشية اليوم في الجامعات ، وخاصة في الأقسام العملية .
فكثير من أساتذة الجامعات ممن تلقوا علومهم بلغات أعجمية يفضلون التعليم بهذه اللغات ، وحجتهم في ذلك أن هذه اللغات هي لغة العلم ولغة الحضارة ، وليس بها عجز ولا تعقيد .
ولو أنهم لجؤوا إلى العربية لاحتاج ذلك إلى جهد كبير منهم لتطويعها للتعبير عن حقائق العلم ونظرياته ومصطلحاته .
ويرد على هؤلاء أن بعدهم من العربية هو الذي جعلهم يعتقدون ذلك ، فليست العربية بأصعـب تعلماً من الصينية لكثرة حروفها وتعقد مقاطعها وصعوبة الكتابة بها ، ومع ذلك لا تستخدم الصين في التعليم لغة غيرها ، وكذلك اليابانية وهي لغة التعليم الوحيدة في اليابان ، رغم أن الطالب في اللغة الصينية عليه أن يتقن في المرحلة الابتدائية 881 حرفاً فإذا التحق بالمتوسطة كان عليه أن يتقن 400 حرف آخر ، وهذا أمر من المشقة بمكان .
وهؤلاء اليهود بعد أن أقاموا دولة لهم في أرضنا المحتلة اتخذوا العبرانية لغة العلم عندهم على ضعفها وقلة موادها ، ثم استعانوا بما استعاروه من اللغات الغربية والشرقية ، وصاروا خلال سنوات يحررون العلم الجديد بهذه العبرانية التي أضافوا إليها القدر الكبير من الكلم الجديد .